
أهمية علم نماذج الابتكار
لماذا يعد بناء نماذج العمل أمرا مهماً؟ وكيف يمكن بناء نموذجاً يغطي كافة الجوانب العملية الابتكارية؟ تعتبر نماذج العمل خارطة الطريق لأي منظمة تتبنى الابتكار ليكون هو الحجر الأساس في استراتيجيتها أمراً جوهرياً في نجاح عملية الابتكار، فبناء عليه سوف يكون العمل وسيكون النظر لعملية قيادة الابتكار من منظور هذا النموذج.
المشكلات التي تنتج عن تبني نماذج جزئية للابتكار
يسهم بناء النماذج الذهنية للابتكار في تحديد المسائل التي تحتاج إلى إدارة، فقد تكون خطراً والسبب في ذلك يعود إلى أنه إذا كانت هذه النماذج ضيقة المنظور فالطريقة أو المنهج الذي سنتبعه سيكون محدوداً أيضاً، فعلى سبيل المثال، إذا أختصر الابتكار بأنه مسألة توليد اختراعات جيدة، فإننا بذلك نخاطر في إدارة هذه العملية بشكل جيد.
يورد العالمان تيد وبيسانت المخاطر التي يمكن أن تنتج عن تبني نموذج جزئي للابتكار:
النظر للابتكار على أنه عملية خطية مدفوعة بالتكنولوجيا ونتيجة لهذا المنظور سيكون كل الانتباه موجه لتحويل البحث والتطوير وقليل من الانتباه إلى المستخدم.
النظر للابتكار بأنه مجرد اختراقات، فبالرغم من أن التصميم الأصلي للمصباح الكهربائي الذي ابتكره توماس أديسون بقي لمدة طويلة دون إجراء أي تعديل عليه، إلا أن عملية التحسين الطفيف في المنتج والعمليات عبر 16 عاما أدت إلى انخفاض اسعارها 80 % تقريباً.
النظر للابتكار بأنه تغيير معزول أحادي وليس جزءاً من منظومة أكبر.
اقرأ أيضاًمبادئ إدارة المخاطر
في المقابل تطورت نماذج الابتكار عبر التاريخ، فقد كانت بداية محصورة وضيقة ولكنها توسعت مع تطور النظريات بشكل عام، ويمكن القول إنه يمكن تقسيم النماذج إلى نوعين رئيسين من المدارس:
تعتبر هذه المدرسة بأن الابتكار نتاج مزيج من العوامل الخارجية والتأثير الاجتماعي مثل التغييرات الديموغرافية والتأثير الاقتصادي والثقافي، باختصار تدعي هذه المدرسة أنه عندما تتوافر الظروف المواتية والبيئة المناسبة يمكن أن يحدث الابتكار.
يحاجج مناصرو هذه النظرية أن الابتكار يحدث نتيجة للمواهبة الفردية وأن المبتكرين يولدون لا يصنعون. من ناحية أخرى يمكن تقسيم نماذج الابتكار بناء على الطريقة التي يقدمها النموذج في تفسير أسباب حدوث الابتكار:
المدرسة المبنية على السوق:
تفسر هذه المدرسة الابتكار بـأنه نتيجة لظروف السوق، فهو الذي يوفر السياق العام والذي يمكن أن يكون إما ميسراً للابتكار أو معسراً له، بمعنى إما أن تدفع لحدوث الابتكار وإما أن تدفع النشاط الابتكاري وتكون محرضاً له أو أنها تعيق حدوثه، بمعنى آخر إن الأمر جله منوطٍ بقدرة الشركات على اصطياد الفرص والاستثمار بها.
إذا كانت هذه النماذج ضيقة المنظور فالطريقة أو المنهج الذي سنتبعه سيكون محدوداً أيضاً
المدرسة المبنية على الموارد:
تقوم هذه المدرسة على مفهوم التوجه المبني على السوق (التوجه الذي يدفعه السوق)، حيث يوفر الأساس الآمن لتشكيل استراتيجيات ابتكار للأسواق الديناميكية والمتغيرة، بل وأن موارد الشركة تعتبر سياقاً أكثر أماناً لتطوير النشاط الابتكاري وتشكيل الأسواق بما يتفق مع النظرة الخاصة، وترتكز هذه النظرة على موارد الشركة وجدارتها ومهاراتها، فعندما تمتلك الشركات موارد القيمة النادرة التي لا يمكن تقليدها بسهولة تساهم في تحقيق الميزة التنافسية المستدامة من خلال ابتكار المنتجات.
اقرأ أيضاًلماذا يجب أن يكون لديك استراتيجية ابتكار
تُعد نماذج العمل خارطة الطريق الأساسية لأي منظمة تسعى إلى تعزيز الابتكار كجزء أساسي من استراتيجيتها. فالابتكار يمثل عنصراً أساسياً في نجاح أي عملية تطوير وتحسين. وعلى ضوء ذلك، يتم توجيه الجهود نحو تصميم نموذج العمل بما يعكس رؤية المنظمة وأهدافها في مجال الابتكار. وبناءً على هذا النموذج، يتم تشكيل عمليات العمل وتوجيه القرارات المتعلقة بقيادة عملية الابتكار باتجاه تحقيق الأهداف المنشودة.