في عالم مليء بالضجيج وازدحام الجداول اليومية والاجتماعات الحضورية تارة الافتراضية تارة أخرى، أصبح الصمت ضرورة لمنح العقل مساحة ليوقف هذا النزيف من خسارة الفرص. فلم يعد يمتلك البشر مساحة كافية للابتعاد عن هذه الفوضى وصار المرء يتوق لفترات هادئة يحاول في ضبط أشرعة العقول وإعادة تنشيطها. واعتدنا الحديث قبل الصمت وهنا برزت الحاجة لمهارة الصمت الاستراتيجي.

يلجأ بعض الموظفين في المنظمات للصمت الاستراتيجي كطريقة يحجب فيها الموظف المبدع بعض المعلومات أو الأفكار أو المخاوف عمدا حتى يحين الوقت المناسب لطرحها، فتكتسب قوة مضاعفة إذا ما طرحت في الوقت المناسب. فقد أثبتت بعض الدراسات أن المدراء يفضلون الموظف الذين يستخدم "الصمت الاستراتيجي" ويُنظر إليهم على أنهم أكثر قيمة بالنسبة للشركة.

وجد باحثون أيضاً أن الموظف الذين يستخدم الصمت الاستراتيجي يأخذ في الاعتبار ثلاثة عوامل في تحديد اللحظة التي يتحدثون بها.

●         أهمية المسألة

●          الاستعداد للقضية

●         الاستجابة للهدف

الصمت الاستراتيجي طريقة يحجب فيها الموظف المبدع بعض المعلومات أو الأفكار أو المخاوف عمدا

فعندما يقدم الموظف الصامت استراتيجياً قضيته في الوقت المناسب ينظر القائد لها بأنها قضية مدروسة. من هنا ينبغي إعادة النظر للصمت وأنه ليس غيابًا بقدر وجودًا ومساحة للتفكير يسمح فيها للأفكار أن تتدفق دون انقطاع وبالتالي تسهم في اكتشاف أفكار ورؤى جديدة.

فالصمت ليس فراغ، بل هو إفراغ العقل من الضجيج واللهاث خلف إيجاد المساحات للقيام بأكبر عدد ممكن المهام. فإذا اسميت هذا كفاءة فقدت من خلالها فعاليتك في الولوج إلى عالم غير منتهي من الأفكار الاعتيادية التي إما قلتها أو سمعت بها من غيرك أو أنك اجتررتها وسارعت بوضعها في مكان غير مكانها وفي غير توقيتها فأحلت نفسك ببغاء تطارد ما يقال.

الصمت لوحة عملية للخيال

امنح نفسك إذن مساحة بالابتعاد عن الضجيج وإيقاف التدفق للمعلومات والتفكير في صفحة فارغة ودرب نفسك على الصبر من خلال الصمت. احتضن ورحب بالشعور بقدرتك على الاستماع لصوتك الداخلي. درب نفسك أن ضع بعض الوقت للصمت في حياتك سواء كانت بضع دقائق أو ساعات واجعل الصمت جزءًا من حياتك.