الذكاء الاصطناعي

كيف سينقذ التفكير السلبي البشرية من براثن الذكاء الاصطناعي؟

April 17, 20243 min read


كم مقالة قرأت تدعوك للسيطرة على أفكارك والابتعاد عن التفكير السلبي لما له من آثار سلبية تدمر الخلايا العصبية؟ كم عدد كتب في التنمية البشرية وتطوير الذات تصفحت تدعوك عن التوقف عن اجترار الأفكار السلبية؟ وكم من مرة حاولت أن تتعلم استراتيجيات التوقف عن  التفكير السلبي والآن يأتيك صاحب هذا المقال ليدعي أن التفكير السلبي هو الذي سينقذ البشرية من ذكاء اصطنعه البشر ويبحث الآن عن طرق لينجو بها بنفسه.

كم من مرة سمعت من أولئك المتشائمين من الذكاء الاصطناعي الذين يدعون لإيجاد طرقاً لإيقاف المد الهادر لتقنيات الذكاء الاصطناعي الذي سيأكل اليابس منه قبل الأخضر؟ وتارة يأتيك من يُجمّل الذكاء الاصطناعي كأنه جنة اصطناعية سيكون فيها البشر ملوكا أوكلت لهم قيادة الروبوتات الاصطناعية وبالتالي سيتحقق حلم كل بشري أن يصبح جميعا قادة وسنترك التبعية القطعان الروبوتاتية في للمجتمعات الاصطناعية.

لعل هذا وصفا ليس تفصيلا للحالة التي تعيشه البشرية آنيا ولست أنا أو رأيي هما اللذان سيكونا لهما الكلمة الفصل بين في معضلة الذكاء الاصطناعي.  ولكني أرى أن كل معرفة تسمعها وتقتنع بها هي معرفة مؤقتة فلا يمكن القول أن رأي جماعة اليوم هو الحق كله بل أنه عرضة للتغيير ولا يمكن الجزم به وأن سرعة تغير المعرفة تلزمنا جميعا ألا تدعي معرفة ثابتة أبد الدهر فما هو ثابت اليوم متغير في الغد لحجم التدفق في المعرفة، لذا ما يدعيه كل متشدق بمعرفة كلية قابلٌ للتغيير.

كيف سيساعد إذن التفكير السلبي في إنقاذ الإنسان من الذكاء الاصطناعي المتربص وكيف سوف سيكون هذا النوع من التفكير هو المخلص؟

يزعم البروفيسور أنجوس فليتشر، أستاذ علم القصة في مشروع السرد بجامعة ولاية أوهايو، أن "الكمبيوتر الواعي الذاتي أو القوي لن يتمكن أبدًا من الابتكار" لأنه لا يمكنه الانخراط في التفكير السلبي. ويؤكد المقصود في التفكير السلبي في هذا السياق، ليس المعنى الذي يتبادر لذهنك والذي يقصد به التفكير التشاؤمي بل يعني القدرة على القيام  بما يلي:

●  التساؤل والنقد:

يقصد بهذه قدرة البشر على تحدي الحالات الراهنة، والمنهجيات، أو الاعتقادات، مما يؤدي إلى اختراقات في الفهم أو تطوير التقنيات الجديدة.

●  تخيل البدائل:

يقصد بهذه قدرة البشر لتصور واقع غير موجود، وتخيل نتائج أفعال لم تتخذ، وابتكار حلول جديدة كليًا للمشاكل.

تؤكد هذه الفكرة في المفهوم الذي يشير إلى أن التفكير السلبي، أو القدرة على تقييم الأوضاع الحالية أو الأطر أو الافتراضات بشكل نقدي، أمر أساسي للابتكار وحل المشكلات الإبداعي.

فالذكاء الاصطناعي ضمن ما هو موجود اليوم يعمل ضمن حدود البرمجة والبيانات التي يتم تغذيته بها. كما ويمكن لتقنيات التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي لتحديد الأنماط، وتحسين الحلول استنادًا إلى معايير معينة، وحتى "الإبداع" ضمن نطاق بيانات تم تدريبها.

فيما يلي قمت بتلخيص الاختلافات الرئيسية الخمسة التي ذكرها فليتشر في كيفية تفكير الذكاء الاصطناعي مقارنة البشر، مدعمًا فكرته بأن الذكاء الاصطناعي قد لا يتقدم بما فيه الكفاية ليسيطر على الإنسانية بالكامل دون القدرة البشرية على خلق السرد:

  1. الذكاء الاصطناعي لا يمكنه الانخراط في التفكير السلبي

يدعي أنجوس فليتشر أن حتى الكمبيوتر الواعي الذاتي أو القوي بلا حدود لن يتمكن أبدًا من الابتكار لأنه لا يمكنه الانخراط في التفكير السلبي، وهو جانب أساسي من الإبداع البشري.

  1. الذكاء الاصطناعي يفتقر إلى القدرة على فهم السبب والنتيجة:

بينما يمكن للبشر فهم الفرق بين السبب والنتيجة، فيسس حين الذكاء الاصطناعي صعوبة في صنع الروابط السببية. هذه القدرة على التفكير السببي أساسية في العديد من المجالات وتسهم في الإبداع البشري.

  1. الذكاء الاصطناعي يفكر بالحقيقة، لا بالسرد

تعمل الحواسيب في زمن حاضر وتتعامل مع الأشياء الصحيحة بشكل أبدي دون تغيير على مر الزمن. بالمقابل، يفكر البشر بالسرد، مما يسمح بفهم أكثر دقة للعالم ويعزز الإبداع.

  1. الذكاء الاصطناعي لا يمكنه فهم الزمن بشكل كامل

لا يمكن لحوسبة الآلة التقاط كامل العملية تتكشف عبر الزمن، حيث يمكنها فقط حساب اللقطات الزمنية. هذا القصور هو اختلاف جوهري في كيفية معالجة الحواسيب والبشر للمعلومات، مما يؤثر على القدرات الإبداعية.

  1. الذكاء الاصطناعي يفكر في الاحتمالات، لا في الحالات المستقبلية والسلاسل السببية

عندما يلعب الكمبيوتر الشطرنج، لا يفكر في جميع الحالات المستقبلية والسلاسل السببية المتعلقة بحركة. بدلاً من ذلك، يفكر في جميع الاحتمالات دفعة واحدة كاحتمالات، وهي طريقة مختلفة في التفكير وتحد من الإمكانيات الإبداعية.

أليس هذا مدعاة أن نعيد الطريقة التي نفكر ونتعلم ونربي بها، ألم يعد أمرا محورياً أن نتعلم كيف نتحدى الوضع الراهن؟ وندرب موظفينا على تحدي الأوضاع الحالية والافتراضات بشكل نقدي.

مدرب معتمد وخبير في الابتكار والتفكير الإبداعي

أسامة بدندي

مدرب معتمد وخبير في الابتكار والتفكير الإبداعي

Back to Blog

إشترك في نشرتنا الإبداعية

كن أول من يحصل على الجديد..!!

اشترك لتصلك تحديثات الدورات، أدوات التفكير الإبداعي، وكل ما يساعدك لبناء عقلية الابتكار.

أدخل بريدك الإلكتروني وكن أول من يعرف الجديد:

تابعنا على السوشيال ميديا

تابعنا على السوشيال ميديا

Copyright 2025 .Royal plans LLC All Rights Reserved

Powered By : BrandMeOn