
لماذا يجب عليك كمحلل أعمال أن تتعلم التفكير التصميمي؟
مما لا يدع مجالا للشك أن التفكير التصميمي منهجية قوية في عالم تحليل الأعمال، ولكن من أين تنبع قوة هذه المنهجية؟ أن التفكير التصميمي منهجية مبنية بشكل متجذر على التعاطف والإبداع وتُعد نهجًا موجهًا نحو الإنسان لحل المشكلات المعقدة التي تواجهها ببيئة الأعمال اليوم. من جانب آخر تقوم فلسفة التفكير التصميمي على الفهم العميق للمشكلة ومن جانب مماثل تعتمد بشكل كبير هذه المبادئ عملية تكرارية تشجع على التعلم المستمر والتكيف، وهو أمر ضروري في مواجهة التحديات الديناميكية التي تواجهها الأعمال.
التعاطف في تحليل الأعمال
التعاطف هو حجر الزاوية في التفكير التصميمي في تحليل الأعمال، والذي يتضمن ذلك فهمًا عميقًا لاحتياجات وتحديات وأهداف أصحاب العلاقة من خلال التعاطف، يمكن لمحللي الأعمال اكتشاف رؤى قد تغفلها الأساليب التحليلية التقليدية. يضمن هذا النهج الذي يركز على المستخدم أن تكون الحلول ليست فقط وظيفية بل أيضًا ذات معنى وملائمة للمستخدمين وتأخذ بالحسبان الجانب الإنساني له.
على سبيل المثال عند تحليل عمليات خدمة العملاء، قد يتضمن النهج التعاطفي متابعة ممثلي خدمة العملاء وإجراء مقابلات متعمقة مع العملاء. يمكن أن يكشف ذلك عن نقاط الألم والفرص للتحسين التي قد لا تظهرها البيانات الكمية وحدها.
تعريف المشكلات
تشمل مرحلة التحديد في التفكير التصميمي تحليل المعلومات التي تم جمعها خلال مرحلة التعاطف لصياغة بيان مشكلة واضح ودقيق. فتعريف المشكلة بدقة أمرًا حاسمًا لأنه يحدد الاتجاه للعملية بأكملها وطبيعة الحلول التي سيتم تكوينها. يضمن بيان المشكلة الجيد صياغة نابعة من فهم الجهود على معالجة القضايا الصحيحة.
توليد الأفكار: توسيع نطاق الحلول
يشجع توليد الأفكار في التفكير التصميمي على العصف الذهني وابتكار أفكار متنوعة دون حكم فوري. هذا المبدأ ذو قيمة خاصة في تحليل الأعمال لأنه يفتح نطاقًا من الحلول المحتملة ويشجع على التفكير الإبداعي. تقدم هذه المنهجية لمحلل الأعمال بعض الإدوات المتنوعة لتكوين الأفكار مثل رسم الخرائط الذهنية وجلسات العصف الذهني والرسم لاكتشاف وجهات نظر مختلفة.
فإذا كانت الجهة التي يعمل معها مطور ومحلل الأعمال إلى تحسين عملية تطوير منتجاتها، قد يتضمن توليد الأفكار ورش عمل مشتركة حيث يساهم أعضاء الفريق من أقسام مختلفة بأفكارهم. يمكن أن يؤدي هذا النهج التعاوني إلى حلول مبتكرة تأخذ في الاعتبار جوانب متعددة من المشكلة.
النماذج الأولية والاختبار: من الأفكار إلى التنفيذ
تعد النماذج الأولية والاختبار أمرًا حاسمًا في تحويل الأفكار المجردة إلى حلول عملية. في تحليل الأعمال، يمكن أن يتضمن النمذجة الأولية بناء نماذج، أو محاكاة، أو حتى برامج تجريبية لاختبار الجدوى والفعالية للحلول المقترحة. يتيح هذا النهج العملي للمحللين جمع ردود الفعل المبكرة والتكرار على الحلول.
لماذا التفكير التصميمي ذو قيمة
يقوم على التفكير التصميمي على مركزية الإنسان والإبداع والاختبار التكراري كأداة قوية لتحليل الأعمال. يمكن أن يؤدي تطبيقه إلى العديد من القيم للمصمم:
تعزيز الابتكار: من خلال تشجيع التفكير الخارج عن الصندوق، يعزز التفكير التصميمي الابتكار ويمكن أن يؤدي إلى حلول اختراقية قد لا تكشفها الأساليب التقليدية.
تحسين مشاركة أصحاب المصلحة: يبني التحليل المستند إلى التعاطف علاقات أقوى مع أصحاب المصلحة، مما يضمن تلبية احتياجاتهم ومخاوفهم، مما يؤدي إلى دعم أكبر للحلول المقترحة.
زيادة المرونة: يتيح الطابع التكراري للتفكير التصميمي للشركات التكيف بسرعة مع ردود الفعل والظروف المتغيرة، مما يعزز قدرتها على الاستجابة لديناميات السوق.
حلول شاملة: من خلال النظر في تجربة المستخدم ومشاركة وجهات نظر متعددة، يؤدي التفكير التصميمي إلى حلول شاملة ومتوازنة.
يمثل تضمين التفكير التصميمي في تحليل الأعمال تحولًا نحو مناهج أكثر تعاطفًا وإبداعًا وتكرارًا لحل المشكلات يقوم على فهم احتياجات الإنسان، وتحديد المشاكل بدقة، واستكشاف مجموعة واسعة من الأفكار، وتكرارية الحلول. كما ويمكّن التفكير التصميمي محللي الأعمال من تصميم حلول مبتكرة وفعالة ومجربة.