
أشكال الابتكار
يساعد تقسيم الابتكارات إلى أشكال لفهم الابتكار بشكل أعمق، لأنه ببساطة يمّكن المرء من أخذ كل مجموعة على حدة وإخضاعها للفحص الدقيق، إذ كان من الأسهل فهم مجموعة صغيرة أكثر من مجموعة كبيرة، ثم يجب أن نكون على الطريق الصحيح للشعور بالابتكار، فقسمت الأنواع من التصنيف ابتكار لأشكال مختلفة، تتم المحاولة بالاعتماد على فكرة التطبيقات أو الاستخدامات للابتكار فإنه من الممكن التفريق بين ثلاث تطبيقات رئيسية للابتكار وهي: المنتجات والخدمات والعمليات، وفيما يلي شرح عن كل شكل على حدى.
1. ابتكار المنتجات
يعتبر ابتكار المنتجات أكثر أشكال الابتكار استخداماً في عالم الأعمال والأمثلة عليه كثيرة، ومثال على هذا الابتكار المكنسة الكهربائية التي طورها جيمس دايسون، وهو مثال واضح على ابتكار المنتجات لأنه منتج منزلي يستخدم بشكل يومي، طور دايسون ما أسماه بتقنية "الإعصار المزدوج" واستخدمها في إنشاء مكنسة كهربائية جديدة أكثر كفاءة، لكن ما الذي جعل هذه المكنسة الكهربائية منتجاً مبتكراً؟ تميزت هذه المكنسة بطريقة عملها المختلفة تمامًا عن المكانس الكهربائية التقليدية، وذلك بقدرتها على استخرج الغبار وغيرها من مواد الحطام المنزلي من السجاد والمفروشات، وبدلا من استخدام مروحة لامتصاص الغبار في التخلص من الكيس.
2. ابتكار الخدمات
لقد لعبت شبكة الانترنت دوراً بارزًا في زيادة ابتكار الخدمات المقدمة، هل تذكر كيف كنت تستغرق من الوقت لحجز رحلة طيران من مكان لآخر؟ هل تذكر أين كنت تذهب؟ هل تذكر كيف كانت الإجراءات؟ قارن كل من كان يحدث فيما يحدث الآن، لاحظ كيف استطاعت إحدى الشركات أن تقدم لك ما كانت تقدمه هذه الشركات ومصادر البيع والحجز بكل ما كنت تقوم به وكم حققت لك الراحة، إن مثل هذه تسمى خدمة فهي لا تقدم لك منتجاً ملموساً تدفع مقابله مبلغاً من المال.
3. ابتكار العمليات
لا يقل الدور الذي يلعبه ابتكار العمليات تأثيراً عن الدور الذي يلعبه ابتكار المنتجات، وأبلغ مثال على ذلك شركة تويوتا، ففي الوقت الذي نبحث فيه عن أهمية ابتكار المنتجات، لا يمكن تجاهل ابتكار العمليات ودوره الاستراتيجي في بناء الميزة التنافسية للشركات، فثمة أمثلة متعددة للشركات نجحت نجاحاً مدوياً في عالم الأعمال لم يكن سببه منتجاً جديداً أو خدمةً نوعيةً بل كان سببه تبني نوع من مختلف نماذج العمل، فعلى سبيل المثال: يعد بنك سيتي (City Bank) هو البنك الأول الذي يقدم خدمات بنكية أتوماتيكية والتي تعرف الآن ببطاقة الصراف الآلي (ATM). لقد ساهم هذا الأمر في تطوير وضعية البنك في السوق وساهم بشكل كبير في قيادتها للتكنولوجيا بسبب هذه الميزة، وصارت البنوك الأخرى تحذو حذوه، و تعتبر شركتا زارا (Zara) الإسبانية وشركة بينيتون أكثر الأمثلة نجاحاً بسبب تبني التوريد المعتمدة على شبكات الإنتاج المؤتمتة المعقدة والذي يظهر أهمية ابتكار العمليات جلياً، وساهم أيضاً ابتكار العمليات في نجاح شركات السيارات اليابانية في فترة من الفترات والتي يعود سبب نجاحها إلى استخدام نماذج عمل فعالة ساهم في تقليل فعاليتها وكفاءتها وحل الصعوبة والتعقيد في عمليات التصنيع وتبرز كميزه تنافسية.
ويبرز أيضاً أهمية ابتكار العمليات في شركة الخطوط الجوية الأمريكية سواث ويست (Southwest Airline) والتي تُعتبر أكثر الخطوط الجوية فعالية، بالرغم من صغر حجمها مقارنة بمنافسيها. يعتبر نجاح هذه الشركة مثالاً صريحاً لأهمية هذا النوع من الابتكار إذ قامت هذه الشركة بتقليل وقت التحول وهو الوقت الذي يمتد بين هبوط الطائرات المحملة وإعادة التحميل مرة أخرى. جعل هذا الابتكار في إدارة العمليات من هذه الشركة نموذجا في خفض التكلفة، ولكن ينبغي التنبه هنا إلى أن مثل هذه الميزات يمكن تقليدها بكل سهولة فالمتربصون كثر واتباع مثل هذه العملية ليس بالأمر الصعب. لذلك ينبغي أن تطور هذه الشركات عملياتها بشكل مستمر وإلا ستكون عرضة لمخاطر أخرى.